الأحد، 13 نوفمبر 2011

العروبة والاسلام

الجدل التاريخي الذي لم ولن ينتهي في موضوعي العروبة والاسلام واقول موضوعين لانهما ليسا موضوع واحد فان كل منهما يجب تناوله بمعزل عن الآخر لبعد الصلة بينهما وان كانت المعطيات الاولى تدل على انهما صنوان لا ينفصل لكن الخوض في تفاصيلهما يوصل الى ذلك البعد الذي يضع كل منهما في موضعه المستقل.ومن تعريف العروبة والاسلام يبدو لنا ان كل منهما يمثل قضية منفضلة عن الاخرى, فالعروبة قبل الاسلام كانت ثقافة دان بها العرب وقامت على اساس بقايا دين ابراهيم كما انها مثلت الهوية القومية كونها الشعار الذي تمثل به العرب لجمع الرابطة العربية التي ما كانت تؤمن بالعروبة الا كونها هوية انتماءعشائري وقبيلي اكثر منها رابطة قومية,فان رابط الانتماء عند العرب كان للعشيرة والقبيلة على اي حساب اخر والرابطة القومية لم تكن الا شعارا يتغنى به الشعراء ويمتدح السجاع به الكبار استجداء للمال, ولم تكن العروبة المتمثلة بالاخلاق الحميدة المتوارثة قادرة على جمع العرب لخلوها من المضمون الايدلوجي والسياسي والاجتماعي الذي لم يخرج عن نطاق العائلة القبلية فلم تشهد الارض العربية في تلك العصور مشروعا سياسيا يرمي الى اي شكل من اشكال العمل السياسي الوحدوي , ولم تكن العرب (القبائل)في تلك الحقبة مستعدة على اي صعيد الى تثبيت اي رابط وحدوي يخرج عن حيز الاحلاف العسكرية,ولعلنا نلاحظ ان كل حلف قام على اساس يرمي الى احترام المثل والقيم العربية كان له ذلك الدوي والاثر الذي انعكس على المجتمع العربي بصورته الايجابية مثل رحلتي الشتاء والصيف وحلف الفضول وغيره التي حتي هذه لم تخلو من البعد القبلي , فالعروبة كانت عروبات والقومية كانت قوميات والشاهد عليهما ورثناه من اشعار واسجاع,فهل كانت للعروبة كفكر وقيم من افق تنفذ منه الى القيم الاجتماعية على حساب النظام العام القبلي لعلنا لا نحتاج الى كثير تفكير لنقول لا بكل ثقة والشاهد ما كان يجري من غزوات وحروب شعارها القومية القبلية مع الاعتراف بتلك المراحل او المواقف التي قامت على هامش العروبة وكانت اعلاما مضيئة في تلك المرحلة المظلمة .ودعنا ننتقل من تلك المرحلة الى اواخر العهد العثماني اختصارا للوقت والفكر ولان هذه المرحلة هي الزاخرة بالمنعطفات التاريخية التي تمثل لنا منطلقا نحدد من خلاله الروابط الاساسية في موضوعنا,عندما قامت الثورة العربية الكبرى كانت احد اهم اهدافها اعادة الخلافة الى الحضن العربي وكانت العثمانية رغم كل ماقامت به الا انها كانت توحد العرب على مسمى الدين او القومية الطورانية او قل ماشئت الا ان النتيجة التي تخلص اليها ان العثمنة كانت تملك المشروع الوحدوي تحت اي مسمى وباي مضمون وافقنا ام لم نوافق , وجاءت الثورة العربية الكبرى فكان اول ما فعلت انها فرقت العرب والمسلمين بين الجامعة العربية والجامعة الاسلامية اللتا كانتا موضوع السجالات في تلك الحقبة ولم يقدر للجامعتين الا التغييب والنسيان وبرزت القومية العربية بقوة كبديل حتمي للعثمنة الاسلامية التركية واندفعت وراءها كل الافكار العلمانية بصورتهاالمنسلخة عن واقع الامةوعن دينها وقيمها ومثلها ودخلت في الصراع الايدلوجي الذي لم يسفر الا عن ضياع فلسطين وضياع القيم والمبادىء وحلول المبادء الدخيلة على الامة , فهل تتحمل القومية كفكرة وقيم تلك النتيجةالتي وصلت اليها , برأي ان الذي يتحمل المسؤلية كاملة اولئك الذين حملوا العروبة والقومية ما لا يمكن ان تتحمله , واليوم ونحن نعيش في ظل الثورات العربية يطل علينا اولئك العروبيون القوميون في مواجهة التوجه الاسلامي الذي تتجه اليه الشعوب عبر حركاتها ,ان ما عليه الامة اليوم يلزم الجميع ان ينظر الى الامور بمنظار العارف بالواقع المدرك لمكنونات المجتمع المتفهم بدقة لحثيات الخيارات الشعبية المنفعلة مع الحركة الثورية فهل تملك العروبة ذلك الجواب باختصار ان التجربة العروبية تقول لا والف لا فهل يستطيع الاسلام كدين وشريعة ان يقود المرحلة وان يجد النطاق السليم والصحيح والرابط بينه وبين العروبة والاخرين وهذا ما سنتحدث عنه في المقال الثاني من العروبة والاسلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق