الأحد، 13 نوفمبر 2011

المعتزلة والثورات العربية

 وقعت فتنة المعتزلة في زمن كان الصراع بين السلطتين السياسية والدينية قد بلغ اوجه , في ذلك الزمن كانت السلطة السياسية بحاجة الى امرين الاول : سلطة بديلة عن السلطة الدينية تضفي الشرعية على السلطة السياسية وتكون اكثر طوعا من السلطة الدينية التي تستند الى المعطيات الدينية في استمداد الشرعية لسطوتها على السلطة السياسية, والثاني:الى تحديد العلاقة مع السلطة المشرعة البديلة بحيث تكون احد روافد النظام لا احد اركانه القادرة على تحويل السلطة السياسية الى تابع محدود الخيارات , غير ان النتائج التي جاءت بنهاية المعركة كانت حتما لمصلحة النظام فقد نتج عن هذه الفتنة التي قادها الامام احمد ان السلطة الدينية عزلت نفسها ضمن اسوار الدين وعملت على تحصين تلك الاسوار وقاتلت منعا لاختراقها , وقد دفعت الامة ثمن هذا الوضع , وقد كانت تلك النتيجة حتمية لان الامام احمد قاد تلك المعركة بشقها الديني بمعزل عن الابعاد السياسية للقضية برمتها وكان هذا لمصلحة الطرف الاخر واذا كنا لا نلوم الامام احمد فقد ادى ما عليه لكن كل من جاء بعده اعتبر ان هذا الوضع هو دين الله وما سواه شأن السلطان ورغم  ان كل المحاولات الاصلاحية التي قامت عبر التاريخ و قد بائت بالفشل الا السلطة السياسية ظلت متعلقة بالسلطة الدينية لاحتياجها لشرعنتها وللتعبئة الجماهيرية عند الحاجة, وتحولت هذه الحاجة مما ذكر الى وضع اكثر مكرا عند ظهور الدولة الحديثة واسناد الاساس الشرعي للدساتير لا للمعطيات الدينية واصبحت السلطة الدينية مجرد ابواق النظام يهدف الى انتظام المجتمع تحت راية النظام الدستوري المصنف اسلاميا , واليوم في ظل الثورات العربية نرى ان الصراع بين السلطتين قد عاد الى اوجه ولو بصورة الجماعات الاسلامية التي تمثل احدى اهم صور السلطة الدينية , فهل سينتهي هذا الصراع الى نتيجة تخدم النظام السياسي ام سيؤدي ذلك الى تعويم السلطة الدينية ومنازعتها للسلطة السياسية, لا شك ان هناك مخاض عسير يضرب جنبات الامة الاسلامية في شقها العربي ولا بد من ولادة مهما تعسر الوضع فهل سيكون المولود الموعود سويا يعبر عن تطلعات الامة ام سيكون متخلفا عقليا , اذا كان متخلفا  فسيكون في اسوء احواله افضل مئة مرة من افضل نظام عربي , اما شكل ومضمون المولود العربي الجديد بالتاكيد سيكون شديد الشبه بوالده ونستطيع ان نضع الخطوط الاولى لصورته بالنسبة المئوية  --الجهل والتخلف 60% الاكتفاء الذاتي 10%  التبعية  90% اقتصاد 10% تجارة  10% اموال 90%   قراءه 1% التزام 2% ادراك 2% مكاسب 5% خسائر 99% ارباح 5% هدر 95%  حقوق 0% سياسه 90% اخبار 90% قله فهم 90% تفاهة 90% ومهما اختلفنا على النسب الا اننا نتفق على ان مولودنا سيشبه واقعنا لا محالة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق