الجمعة، 25 نوفمبر 2011

مقامات عربية -2- الشام

زعموا ان والي البلاد السورية , المتحصن في المدينة الشامية, قيل انه كان من روافض الامة العلوية ,والمتسلط على ما فيها من البرية, وكانت له فيها عصابات الكدية(السرقة والنشل) , ومثلهم من جماعات الامن والشبيحة الشيعية, وفرق الجيش وكل من كان حاقدا على الامة السنية,وكان عاليا في الارض مفسدا ,ومن دماء شعبه مخمورا ومعربدا, فلم يترك من بيوت الناس بيتا الا وفيه قتيلا او مشردا,ولم يراعى في العذاب منهم  كبيرا , ولم ينجو من تسلطه عليهم صغيرا , ولم يسلم من الهوان فيهم عزيزا ولا حقيرا,فانه كان قد نشر في البلاد العساكر , وسد بهم كل الضياع والدساكر , وجعل في السجون كل من كان لله ذاكر , ونكل بهم وجعلهم عبرة لكل عاقل  وداكر, وانزل بهم انواع البلايا , فكمم الافواه,واحتقر كل اوآه, فصبر كل على بلواه, وانما تحصل له ذلك , من ابيه الطاغي الهالك , الذي لم يسلم من شره انسان , ولا حتى اقرب الخلان , وقيل انه فعل المجازر, فاصاب كل جاني وحاذر, وما قام له مقام , فيما فعله من الامور العظام , الا انه نادى بالممانعة , ومثلها المقاومة الدافعة , حتى جاء من السنين عام الفين واحد عشر , وما من انسان يعلم ما في القضاء والقدر , وما يغني عن غضب الشعب حذر , فثار الناس في الشوارع والحارات , وهب للنصرة كل من له  ثارات , فنادوا باسقاط النظام , وخرجت التظاهرات بانتظام,وسارت في الطرقات بسلام , فقام الوالي ونادى الامن وكل شبيح , وامرهم بقول جلي و صريح , اجعلوا كل من تظاهر في البلد ذبيح , واجهزوا على كل واحد جريح, فنزلت الفرق والامن وكذا والمدرعات , وحامت في الاجواء طائرات ,واخواتها الصوارخ والحوامات , واطلقوا الرصاص والقنابل والمدافع , واقتحموا المساجد والصوامع , وقتلوا من فيها من ساجد وراكع , واشتدت على الناس الخطوب ,واسرف النظام قتلا وكان دؤوب , وجيىء له بالسلاح والرجال من ايران الفارسية , والدعم ايضا جاء  من الاراضي العراقية , وهب لنصرته من لبنان شيعته , وكانوا معه في النفاق وملته ,وما كانوا عليه او له حرس, بل خافوا ان يسقط مدويا كالجرس ,فيسقط معه حلم هلال الفرس ,فكانوا عن الحق شياطين خرس, وضج الناس مما جرى وبلغ الافاق, وامعن النظام وضيق الخناق ,واجتمعت من الامة الجامعة , وكانت في قراراتها جامحة , ولاسقاطه ربما لم تكن طامحة ,ولم تكن فيما فعلت رابحة , فامهلوه مرة ومرة ثم واحدة اخرى , واتبعوهم باربع فتلك سبعة تترى,اما هو فقد امعن في غيه وافترى , ولم يدري ان ما جاءه من  الوسواس , جبان  ورعديد ثم كناس , وان وسوس في صدور الناس , فانه كذاب وخداع وخناس , لكنه اتخذه من دون الله ربا  وندا, ورضي به من دون الله عونا وسندا,  وقالوا ان اخر المهل الممنوحة للنظام , يوم الجمعة في الواحدة بالتمام, وبعدها ان شاء الله يخزيه الواحد , ويجعله عبرة لكل قاصد , فان الله قد اهلك من قبله الاولين , ثم اتبع على اثارهم الاخرين, وكذلك فعل الله بمن بعدهم من المجرمين. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق