الأحد، 13 نوفمبر 2011

الفردوس الموعود

الفردوس الموعود الذي نتحدث عنه ليس فردوس عدن الذي وعد المتقون ولا هو فردوس شهود يهوة المردود وليس له علاقة برسالة غفران المعري الفردوسية, فردوسنا الذي وعدنا فيه قصور معلقة في الهواء وانهار من الذهب والفضة واشجار اصلها ثابت وثمرها في السماء ,وفردوسنا حريات وكلام وكلمات تداعبها النسمات ,وفردوسنا لا يناله وصف ولا يدركه خيال حدث ولا حرج, هذا ما وعدنا به انبياء كذبة جاؤنا بنبوءات القومية والبعثية والاشتراكية وغيرها من المسميات التي اذا ذكرت كانت داع للاشمئزاز, لقد وعدنا قادتنا باكثر مما كنا نحلم , هم لم يضحكوا علينا , نحن من كان صادق مع نفسه فصدقناهم , ونحن من كان في دوامة المعاناة من الفقر والجوع والخوف والجهل , فصدقناهم, صفقنا لهم وفديناهم بالدم بالروح ,بزهرة شباب الامة فديناهم , بكل ما اوتينا من قوة ومن اسباب , وما كنا نرجو ان يمنوا علينا باكثر من الامن والامان والعيش الكريم الذي يحفظ للانسان كرامته ويحفظ له حقه بان يبقى انسان لا عبدا يساوي عند الحاكم حيوان او ادنى , لم نطلب منهم  اكثر من ان نبقى في سلالة الادميين , وهذا مكسب كبير , فماذا اعطونا ...........؟؟؟ الحديد والنار والظلم والاستعباد اهون مما اعطونا اياه , جعلونا مضحكة الامم جعلوا منا اغبياء بامتياز وهل اغبى ممن تسرق امواله ومقدراته امام عينيه وهو يصفق للص بل يساعده في حمل مايسرق ويحمل عنه ما ينوء بحمله , واسوء ما اعطونا اياه احساس النقص الذي يسيطر علينا , الجرائم النفسية التي ارتكبوها بحق اخلاقنا وقيمنا ومثلنا كانت اشد عذابا والما من الكي بالنار , وعندما قامت الشعوب من غياهب الظلمات ونفض عنه جهالات الحكام ومضى بسبيله نحو النور الجديد ليبني فردوسة المعقول الموعود خرجت التساؤلات من هنا وهناك ... الى اين ؟؟؟؟  الى الحرب الاهلية الى التقسيم والتفتيت الى الويل والثبور الى ما لا تحمد عقباه الى المجهول؟؟؟؟ الى اي مكان هو اهون الف مرة مما نحن علية اليوم , على الاقل سنكون من يقوم بالفعل ويحمل المسؤولية لا يقترف الحاكم الجرائم ونحن ندفع الثمن , ان قرار الجامعة العربية سيصل حيث يصل ولندفع من الاثمان ما ندفع سنضمن مستقبلا يبنيه ابناؤنا سنضمن مستقبلا الشعب يقرر مصير الحاكم لا العكس مستقبل الحاكم هو الذي يخاف من الله اولا ثم يامن الشعب على دعاءه مستقبل لا يشبه العصور العربية الزاهرة فليس للمثالية كثير نصيب في هذه الدنيا ولكن نرضى بمستقبل لا خوف فيه , ولا جوع وهذه نعمة من الله بها على خلقة وضن بها حكامنا علينا , اما الثمن الذي يهددنا به منافقو الانظمة فحسبهم قول شوقي :(وللحرية الحمراء باب       بكل يد مضرجة يدق)    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق