الجمعة، 18 نوفمبر 2011

لعبة الامم

الاسم والشهرة : القوى العظمى -- الاب :مجهول الهوية --اسم الام :هيئة الامم المتحدة-- الحالة الاجتماعية: عانس-- العمل : الرعاية الاجتماعية--الجنسية:مجلس الامن--مكان الاقامة: دائم العضوية شارع 5 حي الفيتو -الهوايات : افلام دراكولا ورياضة الكرة الطائرة النارية. اما باقي البيانات فتخضع للخط البياني حسب الرصيد السياسي والمالي  والموقع الجغرافي. الامم والدول والشعوب والقبائل والجنسيات والانتماءات والاتجاهات وغيرها تقع تحت خط النظرية النسبية الاممية التي تتحكم في مصائر الكائنات الحية على سطح الارض . فما هو اولويات استراتيجية عند الشعوب الجائعة تجده من الكماليات الترفية في اوروبا وامريكا مثلا , وما يمثل خط الكفاح والنضال عند الدول المتسولة انما هو احتياطي محتسب في رصيد الدول الغنية , انها مصالح وطموحات واستراتيجيات وانياب تقطر من دماء الشعوب المكافحة والمستميتة في سبيل التخلص من سطوة الحكام وهيمنة  الفقر والعوز , والغريب اننا كنا نلقي بالائمة على الاستعمار عند كل عثرة تواجهنا وما زلنا نفعل ذلك ونستبدل اعتقادنا التامري ان الاستعمار قد خرج وترك اعوانه يسوموننا سوء العذاب  نستبدله بالممانعة ومقاومة مشاريع الاستعمار من دون ان ندرك اننا جزء لا يتجزء من المشروع الذي ندعي مقاومته, ولدينا منظومة من المبررات التي من شانها  ان تحمل الاستعمار كل مصائبنا , فما زلنا ندور في فلك المؤامرة والمتامرين , والحقيقة ان زمن الاستعمار قد ولى الى غير رجعة , وما هو حاصل اليوم اننا لم ناخذ حتى اليوم مكاننا بين الامم حتى نشاركهم بتلك اللعبة التي رفعت شعوبهم التى مصاف اسمى مما كانوا ياملون , والحديث عن لعبة الامم موضوع قد لا ينتهي ولا نصل من بين سطوره الى نتيجة وهذه نتيجة حتمية للذين يتلهون بسفاسف الامور ونحن افضل من تلهى وابتكر وابدع طرائق السفه والنفاق , وليس من تجني فيما نقول فواقعنا المزهر في ربيعه ما هو الا دليل قاطع دامغ على اننا اليوم مجرد كرة يتقاذفها لاعبوا الفيتو الفرق البسيط بين اليوم والامس ان الكرة اصبحت اكبر وليس هذا دليل صحة بل هو (اعيذها نظرات منك صادقة ان          تحسب الشحم فين شحمه ورم  ) ,  ودعونا بضرب مثلا وارجو ان اكون مخطا , ربيع تونس انموذج الربيع العربي انتهى بانتخابات حرة ونزيهة والامور من حسن الى الاحسن ان شاء الله , ولكن نحن اليوم امام الدولة المدنية التي نادى بها اسلاميو تونس على اساس دستور يتوافق مع مبادىء الشريعة الاسلامية , وسيكون هذا الدستور ضامن الحياة السياسية وللديمقراطية الموعودة, فمن يضمن القانون ,(والقانون غير الدستور وكثير منهم ومنا لا يفرق ولا نميز ولا نعرف حتى ان ثمة فرق).فما هو مصير كثير من التشريعات البورقبية  , مما هو معروف مثلا تعدد الزوجات و مما هو غير معروف لا نعرف تفاصيله ولكن نعرف انه ات مثل التعاملات البنكية والتراخيص السياحية التي تتعارض في كثير من مضامينها مع الشريعة. مشكلة الفكر الاسلامي ان اربابه توقفوا عند حسن البنا وسيد قطب وغيرهم فماذا يحمل لنا الاسلاميون غير ترديد ما قيل من عقود فاليوم وضع الفكر الاسلامي في موضع -ليس الامتحان - وانما  كلاعب احتياط ملعوب به اذا سجلوا عليه هدف  وارى ان التسجيل ات من امرين الاول : الاندفاع نحو التجربة التركية من دون اعتبار ان الاسلام صالح في كل زمان ومكان فالزمان انما هو الحاضر والمكان مختلف بخصوصياته وعاداته وتقاليده ووووو....فهل ما صلح في تركيا يصلح في غيرها من جهة العموميات نعم اما التفاصيل واعني الفروع فلا   . اما الثاني :  فمن هم في تركيا لديهم المشروع الذي خرج من مخاض تجربة ربما اقل مرارة من تجربة الاسلاميين في العالم العربي لكنها اكثر مرونة واكثر فقها للواقع في الوقت الذي ما زلنا نتناقش في شرعية واهمية فقه الواقع وهذا من اخطر ما يواجه الربيع واهله  ,  نعم نحن مع الاسلام والشريعة ومع الربيع العربي بكل سيئاته ولكن هذه فرصة حتى نكون مع اللاعبين  مثل تركيا فما هو مطلوب ان نعلم ان اللاعبين افيال ووحوش وان لعبة الامم تصنعها الشعوب ويتلهى بها الكبار. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق