الاثنين، 21 نوفمبر 2011

نحن والثورات العربية

الثورات العربية المباركة التي انفجرت في وجه الظالمين من حكام هذه الامة المباركة انما هي احدى تلك الصرخات الثورية المدوية في هذه الارض المباركة  . ومع كل الاختلاف المستعر حول هذه الثورات من حيث طبيعتها وقيادتها وبرنامجها ووصفها , الا انها تبقى تلك الثورة التي زلزلت واسقطت عروش الظلم والجبروت الذي جثا على صدر هذه الامة لعقود, وما زال الامل معقود على ارادة الشعوب وثباتها لاسقاط ما تبقى من منظومة الطغيان المستبد والحاكم بامره, وما نحن بصدده الان وما اثير حوله من اسئلة وشكوك هو موضوع شرعية تلك الثورات وشرعية الخروج على الحاكم , وفي مثل هذه المواضيع تكثر الاقاويل والفتاوى ويدلي كل برايه , وكل حزب بما لديهم فرحون , فهل يجوز الخروج على الحاكم ؟ متى ؟ وكيف؟ومن؟ . مما لا شك فيه ان الله تعالى قد حرم الظلم على نفسه وجعله محرما بين عباده ,وما كان محرما بالامر الالهي المباشر كان النهي عن اتيانه لا يقل عن المحرم حرمة قل ذلك او كثر , الا ترى ان الخمر والميسر قد حرمهما الله وحرم كل ما يؤدي اليهما من قول او فعل او تقرير , وحتى ان الضرورات التي تبيح المحظورات تبيحها بقدرها وضرورتها مع العلم انها تبقى حراما مع اباحتها وانما جعلت لانها ضرورات لا انها مباحات, ومن هنا لا يمكن ان تجد اي مبرر لاي نوع من الظلم مهما كانت الاسباب فالظلم ظلام لان الضوء لا ينفذ اليه باي حال , ولا يجوز السكوت عن الظلم باي حال الا اذا كانت الامور ضمن دائرة لا ضرر ولا ضراروذلك موضوع اخر , والحاكم الظالم لا يجوز السكوت عنه باي حال ومهما كانت اسباب الساكتين معقولة ومنطقية الا انها غير مقبولة ,ويجوز القيام على الحاكم الظالم , واول ما يتبادر الى الذهن في مثل هذه الاحوال سؤال هو متى نقوم على الحاكم اذا كان ظالما ؟ والامر في غاية السهولة و هو اننا اذا كنا نملك القدرة على القيام عليه فلا يجوز السكوت عنه واذا كنا لا نملك القدرة فلا يجوز الخروج عليه, وههنا نتسائل ماهي القدرة الازمة للخروج على الحاكم, ان تلك القدرة مرتبطة بتقييم اهل الحل والعقد في كل بلد باختلاف الظروف والقدرات التي يقدر عليها اهل كل بلد والمقصود باهل الحل والعقد ليس العلماء فحسب وانما اهل الخبرة والمعرفة من القادة واعوانهم وانصارهم ممن لديهم القدرة على وزن الامور بميزانها الصحيح واللازم,وهذا ما يدفعنا الى القول ان الثورات العربية التى نشهدها في هذه الايام  لا تمتلك المقومات الازمة للقيام على الحاكم , وليست الثورة التونسية او المصرية نموذجا يحتذى لانها كانت فلتة وقى الله اهل تلك البلاد من شرها ,والمثال ما جرى في ليبيا واليمن وسوريا , اما كيف نقوم على الحاكم بمعنى انه اذا توفرت القدرة على ذلك فكيف تكون طبيعة الخروج عليه هل تكون ثورة مسلحة ام سلمية ام تكون باسلوب اخر مبتكر , ان اي شكل من اشكال الخروج على الحاكم يجب ان يراعي امورا كثيرة اهمها الا تكون المفاسد التي ستنجم عن التحرك اعظم من ظلم الحاكم , ومنها الا يكون العامة من الناس وقودا لها تحت اي شعار ومن اهم تلك الامور ايضا عدم الاستعانة بالذين  يتربصون بنا سوءا  , ومثل هذه المواضيع يطول الحديث فيها وانما اردنا القاء الضوء على اساسيات لابد منها ويبقى لنا ان نقول من الذي يقوم بمهمة الخروج على الحاكم , فعلى صعيد القادة واعوانهم من شهد له الواقع والتاريخ بصفة القيادة بكل جوانبها او القدر الذي يدفعنا الى الوثوق به بشخصيته واخلاقه وعلمه وثقافته وبرنامجه وتجرده عن المكاسب وغير ذلك من الصفات التي تضعه في موضع القيادة , اما الاتباع فكل من لديه القدرة على العون والمساعدة الا الغوغاء , فانهم ما دخلوا امرا الا قلبوه راسا على عقب  وما لعقوا عسلا الا استحال علقما والتاريخ يشهد والواقع وما امر ليبيا واليمن ببعيد , ان هذا الموضوع الذي نتحدث فيه لا يتناول بهذه العجالة من الاسطر ولسنا في موقع التنظير او التقرير والتحليل وانما كما سبق نتحدث من موقع الاضاءة على بعض الامور التي تفتقد لها الثورات العربية والتي تفقدها الصفة الثورية وتدفعها الى غياهب الغوغائية  والفوضوية , واذا كانت تلك الثورات هي النتيجة الحتمية لعقود من الظلم والاضطهاد فان ما يقع فيها من اهوال ومصائب انما هو الثمن الذي ستدفعه الشعوب التي صفقت وهتفت لحاكم كان يسومها سوء العذاب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق