الخميس، 1 مارس 2012

ديوان سليمان وعرش بلقيس

انعم الله على عبده سليمان بن داوود عليه السلام بملك لا ينبغي لاحد من بعده وشهد لهذا الملك نبينا محمد عليه الصلاة والسلام عندما قال في حديث ( لولا دعوة اخي سليمان ) اراد دعوته في سورة (ص)( رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي انك انت الوهاب ) وقد حيكت حول سليمان وملكه الكثير من الاساطير التي روتها الاحاديث الاسرائيلية,الا ان كتابنا العزيز واحاديث نبينا قد بينا لنا حقيقة سليمان وبعض ما جرى في زمانه , وقد خص الكتاب العزيز هذه الاخبار بالكثير من الايات وخصوصا سورة النمل ,التي ترشدنا الى حقائق تاريخية هامة مثل عرش بلقيس وديوان سليمان , ومن خلال قرائتي لسورة النمل مرارا وتكرارا توصلت الى مجموعة من نتائج مهمة نورده منها اربعة نتائج باختصار : اولا : ان ما تدل عليه الايات من الايه ( وحشر لسليمان جنوده -الى الاية-من سبا بنبا يقين) تدل على 1-ان سليمان كان في الحرب ولم يكن في بيت المقدس وذلك ان حشر الجنود يكون للحرب 2- انه ارسل الهدهد ليتحسس له الاخبار لانه تفقد الطير وخص الهدهد دون غيره 3- انه كان قريبا من سبأ قال (فمكث غير بعيد )اي انه كان قريبا من سبأ والمسافة بين اليمن والشام نحو من 3000 كلم فلا ينطبق عليها وصف غير بعيد باي حال لا الحال المكاني ولا الزماني ودل ذلك على انه كان قريبا من اليمن مسافة يصح معها قوله غير بعيد  فاذا اعتبرنا البعد الزماني فلا ينطبق على طيران الهدهد لانه سيحباج الى زمن يقدر بالبعيد  4- كان في عجلة من امره لدرجة انه توعد الهدهد بالعقاب فانه لا ينبغي انزال العقاب الا لامر يستحق  العقاب والتغيب لا يصح انزال العقاب عليه الا بعد اظهار السبب او ترتب مفسدة لا يرجى اصلاحها واذا كان ةسليمان قريبا من اليمن ويستعد لغزوها فان التاخر والتغيب قد يترتب عليه افشال العملية برمتها  5- ان الهدهد جاءه بالاخبار التي ارادها ,وههنا نلاحظ ان الهدهد قال بما لم تحط به فهل ينبغي ان يعلم الهدهد ما لم يعلمه سليمان ام ان سليمان ارسله ليتحسس له اخبارا لا يعرفها وهذا هو الارجح ثم قال من سبأ اي المكان الذي ارسله اليه دلت الاية على ان سليمان كان يعرف سبأ لكنه لم يعرف النبأ الذي جاء به الهدهد او انه اراد التاكد مما يعلم
ثانيا -- الايات ( اني وجدتها ) الى (ام كنت من الكاذبين )دلت على 1-ان الهدهد كان في مهمة فان ما جاء به يدل على تكليف مسبق وهذا يدلنا على ان سليمان كان ينتظر معلومات الهدهد 2- رسالة سليمان اتصفت بالحزم والقوة ممن هو متمكن من تنفيذ ما يريد باسرع وقت
ثالثا - الايات من ( قالت يا ايها الملأ) الى( بما يرجع المرسلون) دلت على استشعار الخطر من الملكه وهذ لا يكون ممن هو على بعد 3000كلم 2- ارسال  الهدايا وانتظار عودة الرسل دلت على ان جيش سليمان كان قريبا 3- جواب الملأ يدل على بدء الاستعداد للحرب 3- ردها على الملأ (ان الملوك اذا دخلوا قرية )دل على ان سليمان كان متحفزا للهجوم
ثالثا-الايات من (فلما جاء سليمان) الى (فلما راه مستقرا عنده)دلت على 1- ان سليمان هو الذي جاء ويبدو انه جاء الى التفاوض 2- انهم عرضوا عليه المال مقايل انسحابه 3- رفض سليمان دل على تمكنه من تحقيق ماربه عن قرب لان المجيىء للقريب والاتيان للبعيد
4-(قبل ان يرتد اليك طرفك )ربط الذي عنده علم من الكتاب الاتيان بالعرش بارتداد الطرف لكنه لم يحددالجهة المقابلة للارتداد لماذا؟ لان تلك الجهة معلومة لسليمان فانه لا ينبغي ان يطلق الامر هكذا ففي سورة الكهف ( فارتدا عل اثارهما قصصا)تعين الارتداد بالاثر اما في سورة النمل التي نحن بصددها لم يتعين لانه معروف من المخاطب والمخاطب اي ان سليمان كان في مكان يمكنه من رؤية اليمن واذا علمنا ان الانسان اذا وقف على مرتفع فانه يستطيع ان يرى لمسافة 165 ميل اي ما يقارب 230 كلم وهذا يعني ان سليمان كان في منطقة الحدود اليمنية السعودية الحالية والله اعلم ,
رابعا: الايات (فلما جاءت )الى ( اسلمت مع سليمان ) دلت الايات انها دخلت الصرح وسارت فوق الماء وقد حسبته لجة نستدل على ان الصرح كان عند ماء ينطبق عليها اسم لجة وهذا خاص باليحر دون النهر واور شاليم تبعد عن البحر وليس فيها ماء اما شمال اليمن او جنوب السعودية فهي مزدحمة بالجزر القابعة في البحر الاحمر , هذا والله اعلم ما اوجزته مما وجدته في سورة النمل,














0