الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

مقامات عربية -4- دولة لبنان

كتب العلماء و الفلاسفة في الحكم والادب و في كتب التواريخ , عبرا وحكما ابلغ في بيانها من سحر الشماريخ, فقالوا وبينوا ما اليه انتهوا بقول ثابت رسيخ , فكتب احدهم المدينة الفاضلة الافلاطونية , واستمد سطوره من المعلم الاول عندهم  في الجمهورية , وعلى منوالهما سود من سبق ومن تلا صحائف في الحرية , واستندوا في اقوالهم وما قرروا الى ترهات المدرسة الرواقية , وجاء علماء الامم بما انتهى اليهم من الشرائع الدينية , وكلٌ اعتصم بما فند من البيانات المنطقية ,وما قرروه بلا جدال من اسانيد قالوا انها فطرية, وتوارثوا العلم هالك عن ابن هالك في صحائف خطية , وكل ما جاؤوا به ما اغنى وما اسمن من جوع , فكانوا في واد والناس كانوا في وديان وربوع , ولاقصن عليكم من طرائف الحكم بصوت عال مسموع , كان في الزمان وما زال على ساحل البحر بلد اسمه لبنان , عال الجبال بسيط المروج سحيق الوديان , طيب الهواء والماء وفيه ما فيه من نعيم الانسان , حتى غدا مضرب الامثال وانشودة على كل لسان , فتغنى به الشعراء وكان له في كل الامور حسبان ,وكيف لا يكون وكل ما فيه مقدس حتى الدود والغربان , فاذا رايت ثم رايت فانك ترىالقداسة في لبنان , فكل ما فيه له من القداسة هالات الا الانسان ,و كل ما في البلد من حي وجماد غال وله اثمان , الا الانسان فانه لا يساوي اكثر من قرشان , ,وأصل المشكلة انها منذ البداية كانت مصيبة,جاؤوا بها من البلاد البعيدة والقريبة , فكانت عن البلد والناس غريبة , فلما قامت في العالم دولة اسمها لبنان ,جعلوا النظام فيها قسمان , فاعطوا الرئاسة لامة النصارى , لانهم على البلد غيارى , وليسوا في الاتباع حيارى , اما امة الاسلام فثلاث مذاهب في النصف ,ومن بقي فقد وضعوا على الرف, فتركوا لاهل السنة من النصف الوزارة ,ودخل الشيعة في مجلس النيابة فيه دوارة , وللدورز حصة وذاق من بقي المرارة , وما في المناصب من احد تنصب عن جدارة ,والكل مصبوب عليه من المال حبال جرارة , لا تسأل بعد المال عن الحل والطهارة , فالمال يغسل ما في الانسان من قذارة , ويجعل من السفيه ناطق باجمل عبارة , وعندنا في بلاد الجمهورية عجائب الحكمة والحُكم اللبناني , فالرئيس ان شئت فهو حتما ولابد ! نصراني, وله في الوزارة من الوزراء اثنان , عنه يقاتلا دوما في الولائم و الميداني, ولا يكلف نفسه الا ما شاء من الكلام القليل, ويعظم كرسيه في مقامه الجليل , وفي الوزارة على رأسها من السنة وكيل , حافظ لكل نكت ابو صطيف وابي خليل,وتجري من تحته الماء وهو غافل عليل , وكان منهم ثلاث قضى كل منهم قتيل , وعصمة امرهم تنازل بدعوى نزع الفتيل, اما الشيعة فلهم من البلد مركز اراكوز, رئاسة المجلس وغيرهم له لا يحوز , يتولاه شاب في ربيعه ولا يتركه الا عجوز , فهو كالراسيات في مكانه مركوز , شانه ان يقول ما ينبغي وما لا يجوز , اما المغرد في سربه من الدروز , فله ما ارضاه وما عليه قدر ان يفوز, وفي بلادنا المعمورة, بالعز والمجد مغمورة, والاحقاد فيها مطمورة, والفتن فيها مقصورة , والناس فيها مسرورة , والكل من آل فرفورة, وذنوبهم حتما مغفورة ,والحياة فيها مستورة , وما فيها خواطر مكسورة ,  او نفوس مقهورة,وعلى الاعداء دائما منصورة , فهذه بلادنا الغندورة , اجمل نكتة في الكتب مسطورة ,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق