السبت، 26 نوفمبر 2011

مقامات عربية -3- القذافي

يحكى ان ... في البلاد التي عرفت قديما بافريقية, وصارت في ايامنا تسمى الجماهيرية, كان هناك فتى اسمه معمر صار رئيس البلاد الليبية , وكان هذا الفتى يصلي الليل حتى يصير ذو شان وكذلك صلى بالنهار , كان يحلم دوما ان يكون كما كان عمر المختار , لكن الانسان ليس له في القدر من اختيار , فان الله قضى بان يجعل للانسان بين الخلق اعتبار , فجعله بين السبيلين شاكرا او كفورا  بايهما اراد واختار , لكن الفتى معمر كان له في القضاء وما اراد الله افكار , ففي زماننا عندما كنا فتيان صغار , سمعنا بانقلاب معمر على الملك وكان برتبة ملازم , وكان في وقته للقضية  وللشعب ملائم, وباركه الناس وكان على تحرير فلسطين عازم , فقدم للثورة المال والسلاح وكذا الدعم والرجال , حتى قال الناس سبحان مغير الاحوال ,وصار اسم معمر على كل لسان وحشر في كل الاقوال, واستحق بجدارة على ما فعل لقب معمر العقيد , فانه كان في الحق عنيد , وهو الذي يسميه اهل الشام عتيد , وبدا معمر في كل اقواله صادق ورشيد , فخطب وده القاصي والداني , وارسلت له البركات والتهاني , ولم يكن من احد يعلم ما كان الشعب يعاني , فان كل من كان مثله من الناس ,يصيبه من بينهم قل ان شئت مساس , وان لم تشىء فانه وسواس,يضربه براسه وقلبه الشيطان الخناس , فاول ما خرج به من الجنون على الاناسي , كتابه المخضر ولم يكن لتحريف القران ناسي, فقال برايه ما هز الشامخات الرواسي , وصب على شعبه من افكاره ما ظننت من المآسي , وظن ما شئت من ممسوس معتصم في القصر الرئاسي , ومرت من الاعوام اثنين بعد الاربعين , وهو عن غيه لا يحيد ولا يستكين , والشعب بما نزل به صار فقير ومسكين , وضربه الجوع والخوف وذبح بالسكين , حتى نزل من عند الله القضاء , واذن برفع ما نزل بعباده من البلاء , وما ينزل من عند الله فيه الخلاص والشفاء , فقام من الناس كل صغير وكبير , وعلا بينهم ومنهم التسبيح والتكبير , ونادوا باسقاط الطاغي بقول صريح التعبير , فخرج عليهم بطغيانه , ولم يرعى فيهم انهم اهله واخوانه ,فنعتهم بانهم من القوارض جرذان , وانه لهم قاتل وخذلان , وغاب عن وعيه انهم لله عباد , ولا ينبغي ان يوصفوا بغير ما الله اراد , فالله اكرم الانسان بافصح بيان . وغير ذلك تحقير لما اكرم الرحمن , والويل لمن احتقر ما عظم الديان , فسلط الله عليه من قومه البواسل , وكل من هم للدعاء رافع و راسل , وفي الحرب والقتال كواسر , يقبلون على الموت حواسر , بوجوه الرضى من الرحمن لكنهم عوابس, ودارت بينهم وبينه المعارك فكانت ضوارس , حتى ضج الناس في كل الاقطار , ودعوا الله ان يرفع عن اهل ليبيا كل الاخطار , وان ينعم عليهم بحقهم السلوب  , وان يدمر معمر فلم يعد فيهم محبوب, فاستجاب الله لدعاء خالص من القلوب ,اللهم انصرعبادك  وانصركل مغلوب ,  فحشرالله  معمر في المجاري داخل انبوب ,وصار كالجرذان وصار للناس مطلوب, فامسك به الثوار ونزل به ما في كتابه مكتوب , فقضى نحبه ضربا بالنعال , بعدما ذاق الهون والاهوال , وسجي للناس وللعبرة جثمانه , وطورد في البلاد اعوانه, وفضح الله اسراره واعلانه, ودمر الله الطاغوت وفرعونه, ولقي معمر ما لقي الجبروت وقارونه ,وتلك عبرة ممن  هو للخلق ربه و قيومه ,  ومصير كل طاغ نار الله وجهنومه,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق