وقف فرعون يوما على جبل قاسيون ثم نظر, ثم تامل ثم عبس وبسر, ثم قال بعدما اليه هامان حضر , وظن ان السماء انتهت باسباب لها وكانت له شطر, براسه شمخ معنًقا ثم بالقول جهر , ومن لا يستحي ينطق بقول ما فيه فكر , فقال وبئس القول اذا ما شاع ثم نشر , ألست خير الناس وخير من خط اسمه في القدر, ألست الذي المرباع حقه اذا ما الجيش انتنصر , والدنيا باقطار خضعت له وكل البشر , ومن في السماء لي ميز في القضاء وخيًر, وجعل الارض لي ملكا والجبل والشجر , ولو شئت لسيرت البحار والسحاب والشجر , وما ارى النجم الا من خشيتي قد انفجر , وجعل ند السماء لي قوت الناس في كل حجر ومدر, فمن مثلي في الارض ومن لتصريف الرياح والشمس والقمر , ومن للناس ومن لغيرهم ومن انبت الحب اذا ما احد بذر , فمن في عليائه مثلي اذا نزل القضاء وانتشر, وما ارى الناس بعدي الا في حياة كانها سقر , واخذت الفرعون عزة بما قال ثم تكبر , وزاد هامان لما قال وما بمثله من الطغيان تجبر , واخذت الارض رجفة فاسرع المغرور من حيث هو وانحدر , فقال هامان أرأيت كيف ذلت لك الارض والجبل لك انقهر , فتلك الرجفة سجود لتغفر الذي منهما بدر , وما ارى في النصح الا العفو فانت السيد المعتبر, فقال ما لي اسمع صوتا كانه دكدكة الحجر , فقال هامان ذاك صوت القصف على ثلة من البشر , نادوا بقول باطل من الزور يؤخذ ويؤثر , وكلٌ اراد التمثل بربيع الفين واحدى عشر, وجاؤوا بدعم من الترك ومن ودولة قطر , فمنهم من حمل السلاح ومن وراء الحدود جاء وعبر , فقال فرعون من بعد ما فكر وقدر , سلط عليهم الامن والشبيحة وكل ازعر , وليذق كل منهم من العذاب ماهو اعظم واكبر , ولا تنسى اذلالهم ولا ترحم لا الكبير منهم ولا الاصغر, ثم مضى الى قصر له عالي البناء تزخرف فيه الحجر , وجيىء له بشيخ من حماة طاعن وحانيا اذا مشى تعثر , واذا قال لا تفقه منه ما تكلم به و ثرثر , فقالوا للفرعون هذا الوباء ومن لعصيانك حضر , قتل الناس وذبح الاطفال ودمر , وكل هول وخطب في البلاد له دبر , في حمص والشام والجسر الذي وصف بانه شغر , وسفكٌ في حماة وعظم وبطون سحق وبقر , فانزل فيه من العذاب واجعله قصة لمن اعتبر , ولا تبالي باحد فان اباك سبق وما من احد استنكر, ولا تسمع ما يقال فمعك الروس والصين وكل من مثلهم كفر , وايران وحزب اللات ومن لك قد شكر , فان لم تفعل فليس لهلال الشيعة في الارض بعدك مستقر , وليس لك بعد حزبك في الناس اذا اندثر , فاطرق فرعون ثم راى ما في حكمة قومه من مزدجر, وان ما قيل قد يغني عنه ما جاءه وقد اعذر من انذر , وخشي ان ياتيه القضاء في يوم لا يكون فيه حذر, فاطلق الرصاص وقذف من المدافع وقتل ودمر , وظن بما فعل انه لشعبه اذل وعليه انتصر , وغرة من النفاق امة قالت انه القائد المظفر , فبالغ في طغيانه وهو الذي الجبروت فيه تجذر , وبات لغضب الله وسخطه يرتقب وخاب من انتظر, وابوه النمرود من قبله لامة لله عقر , وقد هلك وصار مرتهن بما اكتسب في الايام الغبر , فلعنة الله على آل سفكوا دماء امة خير البشر,
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق